عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله حور عين. قال: حور بيض، عين ضخام العيون، شقر الجرداء بمنزلة جناح النسور. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (كأنهن لؤلؤ مكنون). قال: صفاؤهنَّ صفاء الدر في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ)[الرحمن:70]. قال: خيرات الأخلاق، حسان الوجوه. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)[الصافات:49]. قال: رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو العرفي. قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله (عُرُباً أَتْرَاباً)[الواقعة:37]. قال: هنَّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهنَّ الله بعد الكبر فجعلهنَّ عذارى، عُرُبًا متعشقات محببات، أترابًا على ميلاد واحد. قلت: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة على البطانة. قلت: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: بصلاتهنَّ وصيامهنَّ وعبادتهنَّ الله، ألبس الله وجوههنَّ النور، وأجسادهنَّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفراء الحلي، مجامرهنَّ الدر، وأمشاطهنَّ الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنا له وكان لنا. قلت: يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: أي ربِّ إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه. يا أم سلمة ذهب حسنُ الخلق بخير الدنيا والآخرة.
فدل هذا الحديث على فضل نساء الدنيا في الجنة على الحور العين؛ لقوله صلى الله عليه سلم: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظهارة