همسة في أذن ساكنة طيبة
هاجر السنافي
حديث الروح للأرواح يسري """ وتدركه القلوب بلا عناء..
هتفت به فطار بلا جنــاح """ وشق أنينه صدر الفضاء..
ومعـدنه تـرابيّ ولكـــــن """ جرت في لفظه لغة السماء..
حديث أهمس به في أذن من أحبها..
وأرسله منمقاً إلى التي أهدت الورد عبيراً من عبيرها..
أبعث به إلى ساكنة طيبة الطيبة..
أهديه لها..إلى من حاولت جاهدة أن تصغي إليّ.. فتصد عني ، وسعيت لها سعياً
حثيثاً .. وتهرب مني ، لكني مع ذلك أصر وبقوة أن تستمع إليّ ، وأن تلقي
نظرة خاطفة لأسطري التي تناديها لترجوها الإجابة عن هذا السؤال: هل أنتِ يا
ساكنة طيبة كما ينبغي أن تكون ساكنة طيبة؟؟؟
لا أريد أن أملي عليكِ نصائح ربما اعتدتِ سماعها ،
أو قصصاً وعظية ربما تجيدين حفظها ، لكني أطلب منكِ أن تستحضري شعوركِ معي
في أمر هام أريد أن أخبركِ به. ولكن قبل أن أسر إليكِ بهذا الخبر أريد أن
ألفت انتباهكِ لماذا اخترتكِ أنتِ بالذات يا ساكنة المدينة النبوية؟؟؟
وبإجابة خاطفة أخبركِ : لأنكِ قدوة !! فأنتِ تحت عدسة المجهر ينظر إليكِ
القاصي والداني..
و والله إني لأصدقكِ القول،
فقد قدمت من أرض نجد وفي مخيلتي فتاة طيبة، حفيدة الصحابة، حاملة لواء
الإسلام والتمسك به، نفحة باقية في طيبة يرى الناظر إليها حشمة المرأة
المسلمة وخلقها ودينها، هذه أنا التي قدمت من الداخل فكيف بمن جاءت من
الخارج ممن اعتنقن الإسلام حديثاً ويتلهفن لرؤية المدينة النبوية بالذات
بعد سماعهن لسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم و سير الصحابيات
الجليلات أمثال أم عمارة وصفية وأسماء بنت عميس وعائشة وغيرهن كثيرات
كثيرات رضوان الله عليهن أجمعين.
وما أريد أن أسر به إليكِ تعرفينه جيداً قبل أن أخبركِ إياه ولكني أذكركِ فقط!!!أذكركِ.. أنكِ تسيرين على أرض سار عليها أفضل الأنبياء وخاتمهم..
أذكركِ فقط.. أن من هذه الأرض انطلق نور الإسلام إلى الدنيا ,وأعلنت الدولة الإسلامية الخالدة على ثراها..
أذكركِ فقط.. أن على هذه الأرض سطرت ملاحم عزة، ومواقف مجد وبطولة ليس من
الصحابة الرجال فقط بل من نساء خالدات عشن مع رسول الهدى صلى الله عليه
وسلم وقد تسمى بعضنا بأسمائهن ولكنا نسينا أن نتخلق بأخلاقهن..
أذكركِ أخيراً.. بأنك تسيرين على أرض احتضنت أشرف جسد، وأعظم مربي ، وأفضل نبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
إذا تذكرتي ذلك ، فكري أختي هل أنت أهل لهذا الشرف العظيم ؟؟ شرف سكنى
المدينة النبوية التي طالما حلم بهذه السكنى الكثير ، جعلنا الله من
أهلها...
وهل تصرفاتك وسلوكياتك تؤهلك لهذه الأمانة العظيمة ؟؟ أمانة القدوة التي تجسدت بشخصكِ أنت ساكنة طيبة ؟؟
جعلني الله وإياكِ ممن يكون أهلاَ لهذا الشرف وهذه الأمانة.