هذا هو الجزء الثاني من سلسلة علو الهمة..
سأذكر فيه جوانب من علو همة سلفنا الصالح أسأل الله أن ينفعنا به..
فلنبدأ على بركة الله...
1ـ علو الهمة في الإخلاص
ب ـ الإخلاص في الصوم:
ــ صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا احد، وكان خزازا، يحمل غداءه معه من عندهم، فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيا فيفطر معهم، فيظن أهل السوق أنه قد أكل بالبيت ، ويظن أهل البيت أنه قد أكل بالسوق.
ــ علم الزهاد أبو محفوظ الكرخي، سئل كيف تصوم؟، فغالط السائل وقال:صوم نبينا كان كذا وكذا، وصوم داود كان كذا وكذا، فألح عليه السائل حتى قال: أصبح دهري صائما، فمن دعاني أكلت ولم أقل له إني صائم.
ج ـ الإخلاص في قراءة القرآن:
ــ قالت سرية الربيع: كان عمل الربيع كله سرا، إن كان ليجئ الرجل وقد نشر مصحفه، فيغطيه بثوبه.
ــ إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل، يقول عنه أحد تلاميذه: كنت مع أبي عبدالله نحوا من أربع أشهر بالعسكر، وكان لا يدع قيام الليل، وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، إلا وكان يحزن لعلمي بذلك.
الإخلاص في البكاء:
ــ عن عاصم قال: كان أبو وائل إذا صلى بالمنزل ينشج نشيجا، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه مافعله.
ــ هذا شيخ الإسلام محمد الطوسي بقول عنه خادمه: كان محمد يدخل بيته، ويغلق بابه، ويدخل معه كوزا من الماء، فلم أكن أدري مايصنع، حتى سمعت ابنا صغيرا له يبكي بكاءا، فنهته أمه، فقلت لها: ماهذا البكاء؟، فقالت: إن أبا الحسن يدخل البيت فيقرأ القرآن ويبكي، فيسمعه الصغير فيقلده، فإذا أراد أن يخرج محمد من غرفته غسل وجهه، فلم يرى عليه أثر البكاء.
الإخلاص في العلم:
ــ قال الشافعي: وددت أن الخلق تعلموا هذا ـ يقصد علمه ـ على أن لاينسب إلي حرف منه.
ــ الإمام أبو الحسن الماوردي شيخ الشافعية قيل أنه ما أظهر شيئا من تصانيفه في حياته، بل جمعها في موضع فلما دنت وفاته، قال لمن يثق به: الكتب التي بالمكان الفلاني كلها من تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأنني لم اجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت ووقعت في النزع، أجعل يدك في يدي، فإذا قبضتها وعصرتها فأعلم أنه لم يقبل شئ منها، فأعمد إلى الكتب وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي فأعلم أنها قد قبلت، وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من نية، قال ذلك الشخص: فوضعت يدي في يده، فبسطها ولم يقبض عليها فعلمت أنها قد قبلت، فنشرت كتبه من بعده.
د ـ الإخلاص في الجهاد:
ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل"، هذا صوته فكيف رمحه؟؟.
ــ لقي البراء المشركين وكانوا قد أوجعوا المسلمين، فقالوا له: إن رسول الله صلى الله عليه أخبرنا أنك لو اقسمت على الله لأبرك فأقسم على ربك، فقال البراء: أقسم عليك يارب لما منحتنا أكتافهم...فانتصر المسلمون في هذه المعركة.
هـ ـ الإخلاص في قضاء حوائج المسلمين:
ــ قال طلحة بن عبيد الله: خرج عمر بن الخطاب ليلة فدخل بيتا، فلما أصبحت ذهبت لذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟ فقالت:إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقلت في نفسي: ثكلتك أمك ياطلحة أعثرات عمر تتبع؟؟.
وـ الإخلاص لله وبغض الشهرة:
ــ قال رجل للعلاء العدوي: رأيت كأنك في الجنة، فقال له العلاء: ويحك..أما وجد الشيطان أحدا يسخر به غيري وغيرك.
ــ دخل ابن محيريز حانوتا بدانق، يريد أن يشتري ثوبا، فقال رجل لصاحب الحانوت: هذا ابن محيريز، فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز وخرج وهو يقول: إنما نشتري بأموالنا لا بديننا.
ــ صلى بشر بن الحارث فقال في سجوده: اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف، والفقر أحب إلي من الغنى، اللهم إنك تعلم اني لا أوثر على حبك شيئا، فسمعه رجل فأخذه الشهيق والبكاء، فقال بشر لما سمع الرجل،: اللهم إنك تعلم أني لوعلمت أن هذا الرجل هنا ماتكلمت.
ــ أخذ الفضيل بن عياض بيد سفيان بن عيينة إلى الوادي فقال: إن كنت تظن أنه على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس الظن.
ــ محمد بن أسلم الطوسي كان يصلي ويقول: والذي لا إله إلا هو ما رأيت نفسا تصلي للقبلة شرا من نفسي.
من هو؟؟؟قال عنه اهل المدينة: مافقدنا صدقة السر حتى مات.......؟إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجبهنا ينتهي الجزء الثاني...ترقبوا الجزء الثالث من سلسلة علو الهمة بعنوان: (علو الهمة في طلب العلم ونشره).